هذا الأسبوع، يتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القدس ورام الله والقاهرة وعمان للقاء المسؤولين و"لدعم جهودهم لتوطيد وقف إطلاق النار". تهنئ الإدارة الأمريكية نفسها على دبلوماسيتها الهادئة المتعددة الأطراف والتي عملت فيها مع مصر لحمل إسرائيل وحماس على الموافقة على وقف إطلاق النار بعد 11 يومًا من العنف الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 230 فلسطينيًا، أكثر من 60 منهم أطفال، و12 إسرائيليًا.

دعونا لا نخطئ في فهم هدف زيارة الوزير بلينكن: إنها تتعلق بتهيئة الظروف على الأرض للحفاظ على وقف إطلاق النار من خلال المساعدات الإنمائية والتواصل السياسي المحدود مع جميع الأطراف المتصارعة بما في ذلك السلطة الفلسطينية، والأمر لا يتعلق بالانخراط في دفعة أخرى بقيادة الولايات المتحدة سعيًا لإحياء عملية السلام المتوقفة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطات الفلسطينية. فالرئيس الأمريكي غير مهتم بتخصيص الوقت والموارد لقضية سياسة خارجية ليست ضمن قائمة أولوياته. كما أنه لا يعتقد أن الديناميكيات السياسية على الأرض يمكن أن تمنح مبادرة تقودها الولايات الأمريكية لإحياء عملية السلام البائدة أي فرصة للنجاح.

تبقى الأولوية بالنسبة للرئيس بايدن هي برنامجه الداخلي. وثمة القليل من أولويات السياسة الخارجية تجذب اهتمامه، من بينها المنافسة مع الصين وروسيا بالإضافة إلى تغير المناخ. وهو ومعه القادة الديمقراطيون يتطلعون إلى الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2022 حيث قد يخسرون الأغلبية في كل من مجلسي النواب والشيوخ، مما قد يعقد جهود الرئيس بايدن وفريقه الاقتصادي لإقرار أجندتهم التحولية على المستوى المحلي. ومن ثم فإن قيام الإدارة الأمريكية بأعمال دبلوماسية شاقة من النوعية التي ستكون لازمة لإطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ليس بالأمر الذي نتوقع حدوثه.
 

Read in English


The Middle East Institute (MEI) is an independent, non-partisan, non-for-profit, educational organization. It does not engage in advocacy and its scholars’ opinions are their own. MEI welcomes financial donations, but retains sole editorial control over its work and its publications reflect only the authors’ views. For a listing of MEI donors, please click here.